تشهد مصر حدثاً سياحياً غير مسبوق مع الإقبال الكثيف على المتحف المصري الكبير منذ افتتاحه أمام الجمهور، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن استمرار التدفق الهائل للزوار، إذ تجاوز عددهم 12 ألف زائر حتى منتصف اليوم السابع من الافتتاح.
وذكرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أن متوسط عدد الزائرين منذ افتتاح المتحف بلغ نحو 19 ألف زائر يومياً، ما يعكس الاهتمام العالمي الكبير بأكبر صرح حضاري في تاريخ مصر الحديث.
وأوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن حركة الزيارة تسير بانسيابية تامة، مشيراً إلى أن يوم الأحد وحده شهد استقبال نحو 17 ألف زائر استمتعوا بجولة مميزة بين مقتنيات المتحف التي تضم كنوز الملك توت عنخ آمون وأكثر من 100 ألف قطعة أثرية من عصور مصر القديمة.
وتبلغ تذكرة الدخول للأجانب والعرب 1450 جنيهاً مصرياً (نحو 30 دولاراً)، بينما حُددت بـ200 جنيه للمصريين و100 جنيه للطلاب. وتشير التقديرات إلى أن إيرادات التذاكر قد تصل إلى 150 مليون دولار سنوياً، بخلاف العائدات الإضافية من المطاعم والمقاهي ومتاجر الهدايا داخل المتحف.
وتستهدف مصر أن يجتذب المتحف ما يقارب 8 ملايين زائر سنوياً، ما يضعه في منافسة مباشرة مع متحف اللوفر الفرنسي، أحد أكثر المتاحف العالمية جذباً للسياح.
ويبدو أن الأثر الاقتصادي للمتحف لا يقتصر على الإيرادات المباشرة، إذ ارتفعت نسب الإشغال الفندقي وأسعار الليالي السياحية في القاهرة والجيزة إلى مستويات قياسية، تزامناً مع بدء موسم السياحة الشتوية.
وقد بلغت تكلفة إنشاء المتحف 1.2 مليار دولار واستغرق بناؤه أكثر من عقدين من الزمن، ليصبح رمزاً جديداً للحضارة المصرية ومقصداً ثقافياً عالمياً.
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المتحف رسمياً في الأول من نوفمبر، وسط حضور 79 وفداً دولياً، من بينهم 39 وفداً يرأسهم ملوك ورؤساء دول وحكومات.
وأكد غنيم أن الإقبال العالمي يعكس المكانة التي بات يحتلها المتحف كأحد أهم المقاصد الثقافية والسياحية في العالم، مشيراً إلى حرص الإدارة على تقديم تجربة فريدة لكل زائر.
