كشفت مصادر مطلعة أن قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أوفد خلال الأسابيع الماضية وسطاء إلى عدد من دول إفريقيا الوسطى وغرب القارة، للقاء مشعوذين معروفين بممارساتهم السحرية، في خطوة وُصفت بأنها محاولة يائسة لإيجاد “حلول روحانية” لما أسماه “استعادة الحظ المفقود” لمليشياته المنهارة.
ونقلت شخصية مقربة من دقلو قوله نصًا: “جربنا الحرب وما نفع، خلونا نجرب الفقراء والشيوخ”، في إشارة إلى استعانته بالمشعوذين بعد فشل محاولاته العسكرية.
وفي المقابل، سخر أهالي مدينة الفاشر من هذه التحركات، مؤكدين أن مدينتهم محروسة ببركة أهلها وإيمانهم، وأن كل من حاول غزوها “عاد خائبًا قبل أن تطأ قدماه أطرافها”. وقال أحد شيوخ المدينة: “من يظن أن السحر سيهزم إرادة الناس مخطئ، فالفاشر محمية بعزيمة رجالها لا بخرافة المشعوذين”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن اعتقاد دقلو بوجود “قوى غيبية” تحمي الفاشر، دفع بعض الجهات الإقليمية المتحالفة معه إلى إشراك وسطاء روحانيين في مشاورات التخطيط العسكري الأخيرة، في مشهد اعتبره مراقبون دليلاً على “الانهيار النفسي والسياسي الكامل” لقائد فقد بوصلته بين الواقع والأسطورة.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تعكس عمق الأزمة التي يعيشها دقلو بعد سلسلة الهزائم التي مُنيت بها مليشياته في دارفور، مؤكدين أن “اللجوء للسحر” لم يعد سوى مظهر من مظاهر اليأس أمام صمود الجيش والمواطنين في الفاشر.
