
في مشهد إنساني يعكس أسمى معاني التضامن والتكافل، تمكنت الجالية السودانية في الداخل والخارج من جمع مبلغ 802 ألف ريال سعودي خلال أقل من 12 ساعة، لسداد غرامة مالية فُرضت على الممرضة السودانية رانيا حسن أحمد علي العاملة بمدينة تبوك، بعد صدور حكم قضائي ضدها بسبب خطأ طبي وقع في قسم الحضانة المركزة للأطفال.
وبحسب وثائق رسمية صادرة عن وزارة العدل السعودية، فإن أمر التنفيذ صدر بتاريخ 24 صفر 1447هـ، وألزم الممرضة بالسداد الفوري، الأمر الذي وضعها في مأزق صعب. لكن سرعان ما تحرك أبناء الجالية عبر حملة تبرعات عاجلة باستخدام نظام سداد الرسمي، لتُسدَّد كامل الغرامة في وقت قياسي أقل من نصف يوم.
القضية لاقت صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناقل الناشطون القصة باعتزاز وفخر، مشيدين بروح الشهامة التي تميز السودانيين أينما كانوا. وكتب البعض أن هذه “الفزعة” ليست مجرد مبادرة مالية، بل دليل حيّ على وحدة السودانيين في مواجهة المحن.
قصة الممرضة رانيا لم تُختصر في خطأ طبي أو حكم قضائي، بل تحولت إلى شهادة حية على معدن السودانيين الأصيل، الذين يثبتون في كل مرة أن قلوبهم متحدة، وأنهم لا يتركون أبناءهم يواجهون الشدائد وحدهم.