
في خطوة مفاجئة تحمل دلالات سياسية وأمنية لافتة، نفّذ رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، صباح اليوم، زيارة ميدانية حاشدة إلى مدينة رهد النوبة بولاية شمال كردفان، حيث احتشد مئات المواطنين في مشهد استثنائي للتعبير عن تأييدهم للمؤسسة العسكرية.
الزيارة، التي وصفها قياديون محليون بأنها “استراتيجية في توقيتها”، جاءت وسط تصاعد التوترات في البلاد، حاملة رسائل رمزية تتجاوز حدود المدينة، ومؤكدة أن القيادة ما تزال متصلة بنبض الشارع في عمق الولايات.
وبحسب معلومات “منصة الرأي السوداني”، فقد نقلت الوفود الأهلية التي التقت البرهان مطالب تنموية عاجلة تشمل تحسين البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية، وهو ما تعهّد البرهان بالاستجابة له فورًا، موجهًا الجهات المختصة بالشروع في تنفيذ مشروعات حيوية.
كما التقى البرهان بزعماء الإدارة الأهلية واستمع لتقارير حول الأوضاع الإنسانية، مؤكدًا التزام الدولة بحلول عملية ومستدامة تواكب أولويات المواطنين في هذه المرحلة الدقيقة.
الحفاوة الشعبية التي استقبل بها أهالي رهد النوبة قائد الجيش عكست حجم الثقة في القوات المسلحة ودورها في حماية الوطن، فيما شدد المواطنون على دعمهم الكامل للجيش ورفضهم لأي محاولات لزعزعة الاستقرار أو تمزيق النسيج الوطني.
ويرى مراقبون أن توقيت الزيارة، في ظل التصعيد السياسي والإعلامي، يهدف إلى إرسال رسائل داخلية وخارجية بأن الاهتمام بالسودان يشمل كل الولايات، وأن القرار الوطني يُصنع من الخرطوم إلى أقصى الأقاليم.