القوات المسلحة

نسور الجو تقصف مطار نيالا وتكشف تفاصيل خطيرة (…)

نيالا تحترق.. ونسور الجو تُحلق بالسيادة: ضربة نوعية تُفشل إنزال مرتزقة ومعدات تشويش في مطار المدينة

تقرير: ضياء الدين سليمان | اليوم نيوز – 7 أغسطس 2025

في تطور عسكري لافت، نفّذ سلاح الجو السوداني ضربة جوية وُصفت بـ”القاضية”، استهدفت مطار مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، والذي كانت تسيطر عليه مليشيا الدعم السريع وتستخدمه مركزًا لعملياتها العسكرية واللوجستية.

بحسب مصادر عسكرية ومدنية متطابقة، فقد أسفرت الضربة الجوية عن تدمير طائرة شحن إماراتية فور هبوطها، وعلى متنها أكثر من 50 خبيرًا كولومبيًا متخصصًا في تقنيات الحرب الإلكترونية، إلى جانب وفد أمني رفيع من الإمارات.

اختراق المستحيل

العملية المثيرة تمت رغم وجود أنظمة دفاع جوي وتشويش متطور، كانت قد وضعتها المليشيا لحماية المطار. إلا أن “نسور الجو”، كما يُلقب طيارو الجيش السوداني، استطاعوا تنفيذ الضربة بنجاح، في عملية عسكرية محكمة سبقتها مراقبة استخباراتية دقيقة.

وأكدت مصادر لـ”اليوم نيوز” أن الضربة تمت بالتزامن مع لحظة هبوط الطائرة، في وقت كانت فيه الاستخبارات العسكرية ترصد تحركاتها منذ انطلاقها من إحدى القواعد في الخليج، حيث يُرجح أنها أقلعت خلسة نحو الأراضي السودانية، في مسار معقّد لتفادي التتبع.

المطار.. قاعدة لتهريب الذهب والمرتزقة

وكان مطار نيالا قد أصبح مركزًا رئيسيًا لعمليات الدعم السريع، تُهرّب عبره كميات ضخمة من الذهب المستخرج من مناجم “سنقو” و”الردوم”، كما استُخدم لنقل الجرحى وقادة المليشيا إلى الخارج. إلا أن الضربة الأخيرة وجهت له ضربة موجعة أنهت هذا الدور عمليًا.

أهداف الضربة: مرتزقة، معدات تشويش، وقيادات

بحسب المصادر العسكرية، فإن الطائرة كانت تقل مجموعة مرتزقة كولومبيين، جُلبوا لدعم مليشيا الدعم السريع بقدرات تكنولوجية في مجال الطائرات المسيّرة وأنظمة الدفاع، إضافة إلى معدات متطورة للتشويش والرصد الجوي.

كما ضمّت الطائرة وفدًا أمنيًا وعسكريًا إماراتيًا مقربًا من دوائر صنع القرار في أبوظبي، وهو ما يُعد -وفق مراقبين- دليلًا على دعم إقليمي مباشر للمليشيا، في محاولة لإنشاء حكومة موازية تنطلق من نيالا.

العملية: رسالة متعددة الاتجاهات

يصف اللواء معاش آدم محمد الأمين، الخبير الاستراتيجي، العملية بأنها “رسالة حاسمة لكل من يخطط للمساس بسيادة السودان”. ويضيف:

> “الضربة أثبتت التناغم بين أذرع الدولة الأمنية، وعلى رأسها الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة، الذين عملوا بتنسيق دقيق مع سلاح الجو لتنفيذ العملية دون أن تلتقطهم رادارات المليشيا أو أنظمة التشويش الحديثة.”

نتائج كارثية للمليشيا

تُعد الخسائر التي تكبدتها مليشيا الدعم السريع في هذه الضربة الأكبر منذ سيطرتها على أجزاء من دارفور. وقد أكدت المصادر أن العملية أسفرت عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة، وتدمير كامل للمعدات والمنصات العسكرية التي كانت تُجهز لاستخدامها ضد الجيش.

ختام

الضربة الجوية في نيالا ليست مجرد عملية عسكرية ناجحة فحسب، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا في موازين الصراع، تؤكد أن السيادة الجوية لا تزال في قبضة الجيش السوداني، وأن الدعم الخارجي للمليشيا بات مكشوفًا ومرصودًا، ولن يمر دون رد حاسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى