
في رسالة حاسمة من قلب العاصمة، أطلق رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ما وصفه بـ”الإنذار الأخير” تجاه المليشيا المتمردة، مؤكداً أن معركة الكرامة مستمرة حتى تحرير كامل التراب السوداني وعودة هيبة الدولة.
وجاءت تصريحات البرهان خلال المؤتمر التنويري رقم (30) الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام والسياحة عبر وكالة السودان للأنباء (سونا)، بحضور قيادات عليا في الدولة، من بينهم وزير الداخلية.
وأوضح البرهان أن معركة استعادة الخرطوم كانت مواجهة شرسة، دفعت فيها البلاد ثمناً باهظاً من الدماء والدمار، لكنها كانت ضرورية لكسر قبضة التمرد على العاصمة. وأكد استمرار العمليات العسكرية دون هوادة في كل من الفاشر، الجنينة، وسائر مناطق التمرد.
وشدّد البرهان على أن الدولة ستتحرك لإنهاء الفوضى الأمنية، عبر ضبط السلاح غير المرخص ومنع حركة المركبات دون لوحات، في خطوة تهدف لفرض القانون واستعادة الأمن بالعاصمة.
وأعلن البرهان دعمه الكامل للجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى الخرطوم، لافتًا إلى دعم مباشر لحكومة الولاية من أجل تأمين العودة وتقديم الخدمات الأساسية.
وفي تصريح لافت، ألمح البرهان إلى تغييرات مرتقبة داخل جهاز الشرطة، دون الكشف عن تفاصيل، ما أثار تكهنات واسعة حول إعادة هيكلة محتملة في قوى الأمن الداخلي.
كما نفى البرهان وجود أي تدخل من مجلس السيادة في أعمال الجهاز التنفيذي، مؤكدًا أن لجنة الفريق إبراهيم جابر تؤدي دوراً تنسيقياً فقط، دون مساس بسلطات الحكومة المدنية.
تصريحات البرهان تعكس تحولاً محوريًا في مسار الأحداث، وتؤشر إلى دخول السودان مرحلة جديدة من الحسم الأمني والسياسي، وسط تطلعات الشارع لعودة الاستقرار والخدمات.