اخر الأخبار

توفيق عكاشة يشعل النار: السودان جزء من مصر (..)

في ظهور إعلامي مثير للجدل على شاشة “سكاي نيوز عربية”، أثار الإعلامي المصري توفيق عكاشة موجة من الجدل السياسي والتاريخي، بعدما دعا إلى ما سماه “عودة السودان وشرق ليبيا وقطاع غزة إلى السيادة المصرية”، في إطار رؤيته لإعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط.

عكاشة، الذي لطالما اشتهر بتصريحاته الخارجة عن المألوف، أكد أن تحليلاته لا تنبع من أي خلفية استخباراتية، بل من ثقافة موسوعية بناها – حسب تعبيره – من خلال الاطلاع المستمر على التاريخ والكتب السماوية. وأشار إلى أن القدرة على استشراف التحولات السياسية لا تتطلب الانتماء إلى المؤسسات الرسمية، بل فهماً عميقاً للواقع ومآلاته.

لكن اللافت في تصريحاته هذه المرة، لم يكن فقط تحليله للواقع السوداني بوصفه “دولة تنهار من الداخل”، وإنما طرحه الجريء بأن السودان، إلى جانب شرق ليبيا وغزة، يجب أن تعود إلى “الحضن المصري”، بناءً على “الانتماء التاريخي والجغرافي” لهذه المناطق لمصر ما قبل عام 1954.

السودان.. “فراغ جيوسياسي” أم دولة تقاوم التفكيك؟

وصف عكاشة السودان بأنه بات ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية، نتيجة تآكل مؤسسات الدولة وتعدد مراكز النفوذ، وهو ما اعتبره انعكاسًا لفشل المنظومة الإقليمية بأكملها. وأضاف أن القوى الدولية – مثل روسيا، الصين، والولايات المتحدة – تتعامل مع السودان كفراغ جيوسياسي، يمكن إعادة تشكيله وفق مصالحها الخاصة.

لكن محللين يرون أن هذا الطرح، وإن كان يعكس المخاوف الحقيقية من تفكك الدولة السودانية، إلا أنه يتجاهل الجهود المستمرة للمجتمع المدني السوداني وقوى المقاومة في الحفاظ على وحدة البلاد، رغم الحرب الطاحنة والانقسامات العرقية والسياسية.

“مصر التاريخية”.. واقع أم خيال سياسي؟

ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها عكاشة عن فكرة “مصر الكبرى”. فقد سبق أن دعا في مقابلة سابقة إلى إنشاء نظام فيدرالي تشرف عليه مصر، يضم هذه المناطق تحت مظلتها. ويستند في ذلك إلى ما يصفه بـ”قراءة تاريخية شاملة”، تعتبر السودان امتدادًا لما كان يُعرف قديمًا بـ”مصر العليا”.

إلا أن هذا الطرح يصطدم بجملة من الحقائق المعاصرة، أبرزها السيادة الوطنية لتلك الدول، ومواثيق الأمم المتحدة التي تمنع المساس بحدود الدول المعترف بها دوليًا، فضلاً عن وجود هويات وطنية مستقلة تطورت على مدى عقود.

نظريات كونية ومجلس “بلاك روك”:

في الجزء الأكثر إثارة من حديثه، أشار عكاشة إلى ما وصفه بـ”مجلس إدارة العالم” – كيان غير مرئي تتحكم من خلاله شركات مالية كبرى مثل “بلاك روك” في السياسات العالمية، بما يفوق قدرة الحكومات نفسها. كما حذّر من “معركة يوم القيامة” التي قال إنها ستُعيد تشكيل خرائط العالم السياسية والجغرافية، عبر انهيار الأنظمة وتفكك القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

ما بين التحذير والرؤية التآمرية:

ردود الأفعال على تصريحات عكاشة تباينت بشكل واسع؛ فبينما رأى البعض فيها محاولة لقراءة الواقع من منظور تاريخي طويل المدى، وصفها آخرون بأنها “تهويمات إعلامية” تفتقر إلى الواقعية، وتعتمد على الإثارة أكثر من التحليل المنهجي.

في كل الأحوال، يبقى حديث توفيق عكاشة مرآة لما يعيشه الإقليم من اضطراب، وخوف حقيقي من انفجار الخرائط السياسية القائمة. وبين الجدل والتحليل، يظل السؤال مطروحًا:

هل ما قاله عكاشة إنذار مبكر لحروب الخريطة القادمة، أم مجرد فقرة جديدة من مسرح السياسة التلفزيونية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى