سياسة

الإطاحة بفضل الله برمة من رئاسة حزب الأمة القومي بسبب “التحالف مع الدعم السريع”ود

أعلنت قيادات حزب الأمة القومي، خلال مؤتمر صحفي حاشد عقد اليوم بفندق البوصيري بمدينة بورتسودان، عن سحب التكليف رسميًا من اللواء فضل الله برمة ناصر، الرئيس المكلف السابق للحزب، بعد اتهامات وجهت إليه بـ”العمل مع مليشيا الدعم السريع” والسعي إلى “تكوين سلطة موازية”.

وفي تفاصيل المؤتمر، قال رئيس الحزب المكلف الجديد مولانا محمد عبد الله الدومة إن برمة “اتخذ قرارات منفردة دون الرجوع إلى مؤسسات الحزب، أخطرها توقيع اتفاقيات مع المليشيا المسلحة، وهو ما يتعارض مع مبادئ حزب الأمة كتنظيم مدني ديمقراطي”.

وأضاف الدومة:

> “برمة ارتكب خطأً كبيرًا بانضمامه لتحالفات مسلحة دون تشاور معنا، ومؤسسة الرئاسة هي المخوّلة بسحب أو منح التكليف”.

وأكد الدومة أن الحزب مقبل على “مرحلة جديدة” سيتم فيها التواصل مع قواعده بالولايات، والعمل على استعادة الثقة والمبادرة السياسية، بعيدًا عن المحاصصات والمكاسب الذاتية.

الدعوة لمشروع وطني جامع

من جانبه، وصف إبراهيم الأمين، نائب رئيس الحزب، المرحلة الحالية بـ”الأخطر في تاريخ السودان”، داعيًا إلى مراجعة شاملة للتاريخ والقيادات والسياسات السابقة.

وقال الأمين:

> “ما يمر به السودان يستوجب مشروعًا وطنيًا جامعًا وتفكيرًا جماعيًا، ونؤكد وقوفنا مع القوات المسلحة كمؤسسة وطنية في وجه محاولات التفتيت”.

وأكد أن قرار الإطاحة ببرمة “جاء بعد نصائح قانونية”، مشددًا على أن “القيم السودانية لا تقبل الجمع بين العمل الحزبي المدني والانخراط في مليشيات مسلحة”.

بيان مفصل: انتهاكات متكررة منذ اندلاع الحرب

وفي بيان تفصيلي وزعه الحزب خلال المؤتمر، أوضحت مؤسسة الرئاسة أن برمة “استمر في تجاوز مؤسسات الحزب، منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023″، مشيرة إلى مشاركته في عدة لقاءات وتحالفات دون أي تفويض حزبي، بينها إعلان أديس أبابا في يناير 2024 واجتماع نيروبي في وقت لاحق، متضمنًا بنودًا “تمس الثوابت والمبادئ القومية للحزب، وعلى رأسها قضية العلمانية”.

وأكد البيان أن رئاسة الحزب وفق الدستور لا تُمنح بالتكليف إلا في حالات الوفاة، لكن برمة تم تعيينه بالتوافق بعد وفاة الإمام الصادق المهدي، وهو تكليف “سياسي وليس دستوريًا”، ولذلك فإن مؤسسات الحزب تملك الحق في سحبه.

حزب الأمة يؤكد التزامه بالتحول الديمقراطي

بدوره، أكد إسماعيل كتر، مساعد الرئيس للشؤون القانونية، أن الحزب سيواصل طريقه رغم كل التحديات، قائلاً:

> “نواجه حملات استهداف وتشويه، لكننا نمضي بثبات ونعمل لأجل الانتقال السلمي والتحول الديمقراطي في السودان”.

وشدد كتر على أن ما جرى في بورتسودان يُعد “خطوة ضرورية لتصحيح المسار داخل حزب الأمة القومي”.

خاتمة: محطة جديدة في تاريخ الحزب

أجمعت القيادات المشاركة في المؤتمر على أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة داخلية وموقفًا وطنيًا شفافًا، وأن سحب التكليف من فضل الله برمة ليس نهاية المسار بل بداية “لإعادة بناء الثقة مع جماهير الحزب والشعب السوداني”.

وبذلك، تُطوى صفحة من تاريخ حزب الأمة القومي، فيما تترقب الساحة السياسية في

السودان تداعيات هذا القرار في ظل أزمة وطنية غير مسبوقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى