كشفت مصادر مطلعة، بحسب موقع الزاوية نت، عن زيارة وفد أمريكي رفيع إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة لحكومة السودان، اليوم السبت، في إطار مواصلة الحوار بين واشنطن والخرطوم.
تأتي الزيارة عقب عودة وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم من واشنطن، حيث أجرى لقاءات مع مسؤولين أمريكيين تناولت سبل إطلاق حوار جديد بين البلدين، في ظل ما يشهده السودان من أزمة سياسية وحرب مستمرة منذ أكثر من عام.
وكانت قناة الحرة الأمريكية قد نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن الحكومة السودانية تلقت عروضاً لعقد صفقة سياسية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين. وتركزت العروض على تقديم محفزات للإدارة الأمريكية مقابل دعمٍ سياسي للحكومة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وبحسب التقرير، تضمنت بنود الصفقة دعم واشنطن للبرهان في مواجهة قوات الدعم السريع، مع تصنيف الأخيرة كـ“منظمة إرهابية”، مقابل تخلي السودان عن التعاون العسكري مع روسيا وإلغاء اتفاق إنشاء القاعدة البحرية في البحر الأحمر.
من جانبه، قال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والعالم العربي مسعد بولس إن تحفظ واشنطن السابق على الجيش السوداني كان بسبب علاقاته بالإسلاميين، إلا أن البرهان اتخذ خطوات لإبعادهم عن المشهد وقطع علاقاته مع إيران.
وأشارت تقارير استخباراتية إلى أن الخرطوم سمحت بوجود وفد من الاستخبارات الأمريكية في بورتسودان لمهام تتعلق بمراقبة التزام السودان بقطع العلاقات مع طهران وتنفيذ ترتيبات أمنية أخرى.
وفي السياق، قال المحلل السياسي مكاوي الملك إن البرهان نفّذ معظم مطالب واشنطن، من بينها فصل ضباط يُعتقد أنهم محسوبون على الإسلاميين، وتجميد التعاون مع الشرق، وقطع خطوط الاتصال مع إيران، إلا أنه لم يجد من الإدارة الأمريكية سوى “وعود فارغة وضغوط للقاء حميدتي وحمدوك في القاهرة”. وأضاف أن البرهان “بدأ فعلياً في التوجه شرقاً، حيث تُصنع المعادلة الجديدة للسودان”.
