اخبار السودان

تعرف على أسباب إستقالة السفير عمر صديق (….)

في خطوة مفاجئة، أعلن السفير عمر صديق استقالته من وزارة الخارجية السودانية، مؤكداً في رسالة وداعية إلى منسوبي الوزارة أن قراره جاء “لإفساح المجال” أمام الوزير الجديد محي الدين سالم لقيادة الدبلوماسية السودانية في هذه المرحلة الحرجة.

وعبّر صديق، الذي يمتلك خبرة مهنية تزيد عن 45 عاماً، عن امتنانه لمجلس السيادة برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ولمجلس الوزراء ورئيسه البروفيسور كامل الطيب إدريس، على الثقة التي أولوها له في مناصب قيادية سابقة. وأشاد بتعاون طاقم الوزارة السابق والحالي، مؤكداً أنه سيظل “مدافعاً عن مصالح السودان العليا بفكره وخبرته وقلمه”، حتى بعد انتهاء عمله الرسمي.

لكن خلف هذه الاستقالة الهادئة، كشفت مصادر رفيعة لصحيفة السوداني عن دوافع أخرى أعمق تتعلق بـ تدخلات غير مهنية في شؤون الوزارة. وأوضحت أن العقيد نزار عبد الله، مدير مكتب رئيس الوزراء والملحق الأمني السابق في جنيف، والسفير بدر الدين الجعيفري، المستشار المقرّب من رئيس الوزراء، سعيا لفرض قرارات متعلقة بتنقلات السفراء وتعيينات البعثات الخارجية، خارج الأطر الرسمية المتبعة.

المصادر أكدت أن السفير عمر صديق، المعروف بصرامته وحرصه على المهنية، رفض هذه التدخلات، مشدداً على أن التنقلات الدبلوماسية تخضع لتقييمات دقيقة تقوم بها الأقسام المختصة وفق معايير الكفاءة والأداء، بعيداً عن أي أجندات شخصية أو محاباة.

ويُذكر أن صديق كان يشغل منصب السفير في الصين قبل أن يُستدعى إلى الخرطوم بترشيح من الفريق البرهان لتولي وزارة الخارجية، إلا أن رئيس الوزراء عيّنه وزير دولة، وهو المنصب الذي قبله حرصاً على استمرار العمل الدبلوماسي. غير أن الخلافات المتكررة مع نزار والجعيفري، وسعيهما لتمرير قرارات دون مكاتبات رسمية، شكلت “مربط الفرس” في قراره بالاستقالة.

في ختام رسالته، وجّه السفير كلمات مؤثرة عبّر فيها عن عشقه للسودان قائلاً: “عشقت السودان حد الإدمان”، داعياً للسلام والاستقرار في الوطن.

تأتي هذه الاستقالة في وقت تواجه فيه الخرطوم تحديات سياسية ودبلوماسية متشابكة، مما يضع الوزير الجديد أمام اختبار صعب للحفاظ على استقلالية الوزارة وحماية قرارها المهني من أي تأثيرات خارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى