
في خضم النزاع الدموي الذي يمزق السودان، فرّ الآلاف من السودانيين إلى الجارة مصر بحثاً عن النجاة والعلاج. لكن ما لم يتوقعه أحد هو أن يصبح هؤلاء اللاجئون فريسة سهلة في واحدة من أكثر الجرائم وحشية في القرن الحديث: تجارة الأعضاء البشرية.
خلال الأشهر الماضية، تصاعدت بشكل لافت بلاغات الاختفاء القسري لسودانيين داخل مصر، أغلبهم من النساء والشباب وحتى الأطفال. قصصهم تبدأ بزيارة لطبيب، أو خروج عادي من المنزل… وتنتهي باختفاء كامل، بلا أثر، بلا جثث، وأحيانًا… ببلاغات دفن غامضة دون أوراق رسمية!
—
❌ أسر سودانية في حالة انهيار
▪️ علاء الدين محمد النور، برفقة زوجته وابنته، اختفوا منذ أكثر من 3 أسابيع بالقاهرة، دون أي خيط يقود لمصيرهم، تاركين خلفهم أطفالًا في أوضاع مأساوية.
▪️ أمنية إدريس، شابة في العشرينات، خرجت لكشف أسنان في الجيزة ولم تعد، لتعلن أسرتها عن مكافأة ضخمة قدرها 3 مليار جنيه سوداني لمن يدلهم على مكانها.
▪️ سوهندا أحمد، اختفت بعد فترة قصيرة من دخولها مصر بطريقة قانونية، وقيل لعائلتها إنها “توفيت ودُفنت” دون مستندات، ما زاد من الشكوك حول تورط جهات مجهولة في وفاتها.
—
💣 فضيحة مدوّية على تيك توك
التيكتوكر المعروفة مروى حسني مبارك فجّرت مفاجأة حين اتهمت فنانة مصرية شهيرة بالتورط في شبكة “خيرية” ظاهرًا، لكنها في الحقيقة تستدرج اللاجئين والفقراء لتجارة أعضائهم.
مروى ربطت تلك الشبكة بحالات الوفاة الغامضة لعدد من المؤثرين الشباب، مثل “إبراهيم شيكا” و”دينا مراجيح”، وسط تساؤلات شعبية عن الأسباب الحقيقية وراء وفاتهم المبكرة.
—
📰 العالم ينتبه… ومصر في قلب العاصفة
في تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية نُشر في سبتمبر 2024 بعنوان:
“For me, there was no other choice: inside the global illegal organ trade”
أكدت الصحيفة أن مصر أصبحت نقطة مركزية في شبكة الاتجار بالأعضاء، والسودانيون – وخاصة من دارفور – أبرز الضحايا بسبب فقرهم ووضعهم غير الموثق.
كما كشف تقرير صادر عن منظمة Coalition for Organ Failure Solutions (COFS) عن توثيق 57 حالة مؤكدة لسودانيين تم استئصال أعضائهم بالقوة أو بالخداع داخل الأراضي المصرية.
—
🏚️ مختبرات بشرية وسط الأحياء السكنية
وفق شهادات ضحايا، يتم استئصال الأعضاء – مثل الكلى والكبد – في شقق سكنية مجهزة بأدوات طبية بدائية في مناطق مثل:
فيصل – المعادي – عين شمس،
ثم تُباع الأعضاء عبر وسطاء أجانب من جنسيات مختلفة، من بينهم مصريون وسودانيون وسوريون.
—
📚 دراسة علمية تثبت التورط
في مايو 2024، نشرت مجلة Law & Society Review دراسة بعنوان:
Disqualified Bodies
أكدت أن اللاجئين السودانيين والأفارقة جنوب الصحراء أكثر الفئات استهدافًا في جرائم الاتجار بالأعضاء، وأن القانون المصري رقم 5 لسنة 2010، رغم صرامته، لا يُطبّق بفعالية حين يكون الضحية لاجئًا أو مهاجرًا غير موثق.
—
🔴 صمت رسمي… وصرخات دولية
رغم فداحة الجرائم، لم تصدر الحكومة المصرية أي توضيحات رسمية حتى اللحظة. السفارة السودانية في القاهرة تواجه انتقادات واسعة بسبب صمتها المطبق، بينما تتصاعد المطالبات بتحقيق دولي شامل.
منظمة العفو الدولية طالبت بفتح تحقيق عاجل، والأمم المتحدة بدأت بتوثيق الانتهاكات ضمن ملفات حقوق الإنسان.
—
✍️ خلاصة مؤلمة:
السودانيون لم يعودوا لاجئين فقط، بل ضحايا في أكبر سوق سوداء للأعضاء البشرية.
الجريمة تتم باسم “العمل الخيري”، وتحت أعين سلطات عاجزة أو صامتة.
والضحايا… يُدفنون بلا اسم، بلا عدالة، بلا صوت