اخبار السودان

مجزرة جديدة على حدود السودان وإثيوبيا.. ومقتل العديد من الأشخاص

في تصعيد جديد للتوترات الأمنية على الحدود الشرقية، قُتل أربعة رعاة سودانيين في منطقة “أبو لسان” التابعة لمحلية باسندة بولاية القضارف، جراء هجوم نفذته مليشيات إثيوبية مسلحة، أسفر أيضًا عن نهب نحو 790 رأسًا من الماعز والضأن، بحسب ما أفادت به مصادر محلية مطلعة.

ووقع الهجوم بينما كان الضحايا يمارسون نشاطهم اليومي في الرعي، قبل أن تهاجمهم مجموعة إثيوبية مسلحة وتفتح النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتلهم في الحال. وتم نقل جثامينهم إلى منطقة دوكة لتشريحها، بعد تدوين بلاغ رسمي لدى شرطة باسندة.

مخاوف موسمية تتجدد في موسم الخريف

الحادثة أعادت إلى الواجهة المخاوف من الاعتداءات العابرة للحدود التي عادةً ما تتصاعد في موسم الخريف، حيث يزداد توجه السكان نحو الزراعة والرعي في الأراضي الخصبة قرب الحدود، مما يجعلهم عرضة لهجمات المليشيات الإثيوبية التي تعتبر الوجود السوداني تهديدًا لمصالحها.

وتقع “أبو لسان” قرب الشريط الحدودي، ولا يفصلها عن أولى القرى الإثيوبية سوى منطقة “تايا”، وتعود ملكية الماشية المنهوبة لقبائل “اللحوين” الرعوية القادمة من مناطق البطانة.

تفوق تسليحي للمليشيات وتراجع أمني سوداني

ورغم امتلاك بعض الرعاة لأسلحة خفيفة، فإن المليشيات الإثيوبية غالبًا ما تتفوق تنظيمًا وعددًا وعتادًا، مما يصعب مواجهتها في مثل هذه الهجمات. وتشكل باسندة هدفًا متكررًا نظرًا لغناها بالموارد الزراعية والرعوية.

وكانت القوات السودانية قد استعادت في الأعوام الماضية مساحات واسعة من أراضي الفشقة بعد معارك ضارية، لكن الحرب الداخلية في البلاد ساهمت مؤخرًا في تراجع الانتباه الرسمي، ما أفسح المجال أمام تكرار مثل هذه الاعتداءات.

سلسلة هجمات منذ مايو الماضي

ومنذ مايو الماضي، شهدت المنطقة سلسلة من الاعتداءات، أبرزها هجوم 13 يوليو في ود عرود الذي أسفر عن مقتل راعٍ ونهب 500 رأس ماشية. وفي بركة نورين، قُتل جندي سوداني في اشتباك مع قوات إثيوبية.

ورغم وجود معسكر للجيش السوداني في المنطقة يُعرف بـ”أبو طيور”، إلا أن بعض المنافذ الأرضية، خاصة القريبة من النهر، تُستغل من قبل العناصر المسلحة الإثيوبية للتسلل إلى داخل الأراضي السودانية.

تجارة حدودية رغم التصعيد

ورغم التوترات المتزايدة، لا تزال الحركة التجارية مستمرة عبر معابر مثل القلابات واللوقدي، بالإضافة إلى منافذ فرعية، ما يعكس استمرار التداخل الاجتماعي والتجاري بين سكان المناطق الحدودية، في ظل تناقض صارخ مع الواقع الأمني المتفجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى