
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم حراكًا لافتًا نحو التعافي وإعادة بناء ما دمرته الحرب، في مشهد يعكس عودة تدريجية للحياة الطبيعية وسط أجواء من الأمل والتفاؤل.
فقد عبر قطار النيل الأزرق مجددًا جسر النيل متجهًا إلى محطة شروني بعد انقطاع دام عامين، إيذانًا باستئناف رحلاته إلى ولاية الجزيرة. بالتوازي، استقبل مطار الخرطوم الدولي طائرة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في خطوة رمزية تشير إلى إعادة تشغيل المرفق الحيوي الذي ظل لفترة طويلة خارج الخدمة.
وتشهد شوارع العاصمة عودة تدريجية للنشاط التجاري، إذ أعادت أسواق مركزية مثل سوق ليبيا وسوق أم درمان نشاطها، كما شرع أصحاب المحال في السوق العربي بتنظيف متاجرهم تمهيدًا لاستئناف أعمالهم.
وعلى صعيد الخدمات، باشرت مؤسسات حيوية عمليات إعادة تأهيل شاملة، من بينها وزارة الداخلية التي استعادت مقارها، ومستشفى الذرة الذي انطلقت فيه مبادرات ذاتية لإعادة تشغيله، إلى جانب جهود مؤسسة مكة الخيرية لإعادة افتتاح مركزها للعيون بالرياض.
وفي مؤشرات على استعادة الأمن، تراجعت مظاهر التشكيلات المسلحة غير النظامية، وحلت مكانها قوات الشرطة تنفيذاً لقرارات رسمية بإعادة الانضباط إلى الشوارع والأسواق.
كما عادت الحركة إلى الجامعات الكبرى، وفي مقدمتها جامعة الخرطوم وجامعة النيلين، حيث ينتشر الطلاب يوميًا، ما يعزز من مشهد التعافي العام.
وشهدت مناطق عدة من أم درمان وشرق النيل وكرري عودة تدريجية للأهالي، مدفوعة بتحسن ملحوظ في التيار الكهربائي وخدمات المياه، وسط ترحيب من السلطات المحلية ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية.
وفي السياق، دعا الكاتب الصحفي عابد سيد أحمد إلى عودة عاجلة للحكومة الاتحادية لممارسة مهامها من داخل العاصمة، مشيرًا إلى أن تعافي الخرطوم لم يعد انتظارًا بل و
لماذا لا تتزامن عودة الحكومة مع عودة المواطنين؟”، تساءل الكاتب، مشددًا على أهمية مشاركة الحكومة في جهود الإعمار ميدانيًا، لا من مقرات مؤقتة في بورتسودان.اقعًا ملموسًا.