
من ست شاي لمناضلة في حقوق المرأة في السودان
أنا اسمي عوضية محمود، من جنوب كردفان، مولودة سنة 1963. لما حصلت مشاكل وحروب في منطقتنا، جيت الخرطوم .
ما كان عندي شهادة ولا قراية، لكن كان عندي قوة وصبر.
ابتديت أبيع شاي في سوق الخرطوم الشعبي، قريب من جامعة الخرطوم ووزارة الدفاع.
كنت بشتغل من الفجر، بولع النار، وبغلي الموية، والشاي بريحتو الجميلة بملأ المكان .
لكن المهنة دي التعب فيها كان كبير ؛ الشمس حارة، الوقفة طويلة، والاكعب إنو ناس النظام كانوا بجونا يصادروا حاجاتنا، ومرات يسجنونا، ونرجع نبدأ من أول.
ما كان عندنا تراخيص، وكنا مهددين في كل لحظة.
في سنة 1990، قلت لنفسي وللبنات التانيات: “ليه ما نتوحد؟”
جمعنا نفسنا في الحاج يوسف، وقلنا نعمل جمعية تعاونية لبائعات الشاي.
كل واحدة تدفع اشتراك بسيط، ونجمع القروش نساعد بيها بعض.
بقى عندنا محامي، وبقينا نقيف مع بعض لو واحدة فينا ظلموها، وناس البلدية بقو يحترمونا .
قلت ليهم: “نخاف من الفقر، وما نخاف من الظلم.”
في 2006، دخلت السجن 4 سنين بسبب مشروع مع ناس وما مشى كويس.
لكن حتى في السجن، ما استسلمت… فتحت كُشك صغير، علمت النسوان هناك شغل الشاي، وكنا نتونس ونتعلم مع بعض.
ولما طلعت، رجعت أقوى.
بقيت رئيسة شبكة كبيرة اسمها سنّابية، فيها أكتر من 8,000 امرأة.
وفي 2016، أمريكا أدوْني جائزة المرأة الشجاعة من وزارة الخارجية.
وفي الثورة، سنة 2019، أنا والنسوان وزعنا شاي وأكل للثوار في اعتصام القيادة.
كنا بنجهز أكتر من 10,000 وجبة يومياً.
الناس اطلقو علي : “إنتي أم الثورة.”
كان عندنا مراكز تدريب في بحري وأمدرمان.
بندرس النسوان مهارات: زي الزراعة، الخياطة، التكنولوجيا، والقانون.
عشان كل واحدة تقدر تعتمد على نفسها.
أنا ما درست قانون ولا سياسة، لكن علمت النسوان شنو حقهم وشجعتهم إنهم يجيبوه.
تابعني لو بتحب القصص الملهمة و ما تنسي تعمل شير ولايك لو عجبتك القصة ❤️