اخبار السودان

معركة الكواليس تُهدد وحدة “تأسيس” ، إليك أسرار مسربة (..)

في وقت حساس يترقب فيه الشارع السوداني أي بارقة أمل نحو الاستقرار، تعصف الخلافات الداخلية بتحالف “تأسيس”، أحد أبرز الكيانات السياسية الناشئة، وذلك بسبب احتدام التنافس على منصب رئيس وزراء ما يُعرف بـ”حكومة الشتات”.

وبحسب مصادر موثوقة من مدينة نيالا، فإن السباق على المنصب بلغ أشدّه، مع تصدُّر إبراهيم الميرغني المشهد، منافسًا بشراسة ثلاثة من أبرز الأسماء المطروحة: المتمرد السابق محمد حسن التعايشي، والأكاديمي المعروف حامد البشير، والسياسي الصاعد حذيفة أبونوبة.

وتكشف التسريبات أن الدعم المتنامي للميرغني لا يعود فقط إلى خلفيته السياسية، بل يرتكز أيضًا على اعتبارات قبلية ومناطقية، في محاولة من بعض الأطراف لتوسيع القاعدة الشعبية للتحالف وكسب توازنات جهوية حساسة.

في المقابل، تلتزم قيادات بارزة مثل مبروك مبارك سليم، وفضل الله برمة ناصر، وأسامة سعيد، صمتًا محسوبًا، مفضلين مراقبة التطورات من دون اتخاذ موقف علني، في ما يبدو أنه “حياد تكتيكي” يهدف إلى الحفاظ على المكاسب، أيًا كان الفائز في نهاية المطاف.

ويرى مراقبون أن هذا الصراع الداخلي، وإن دل على ديناميكية المشهد داخل “تأسيس”، إلا أنه يهدد بعرقلة فرص تشكيل حكومة موحدة تمثل فعليًا القوى المناهضة للحرب. فمع تصاعد التنافس الشخصي والقبلي، تزداد الشكوك حول قدرة التحالف على تجاوز تناقضاته البنيوية وتقديم قيادة موحدة وفاعلة.

وفي ظل غياب رؤية موحدة، يبقى مستقبل “تأسيس” مرهونًا بمدى قدرته على حسم خلافاته الداخلية قبل أن يتحول من مشروع سياسي طموح إلى تكتل مأزوم آخر في المشهد السوداني المعقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى