شرعت القوات المسلحة السودانية في تنفيذ خطة واسعة لسحب وحداتها العسكرية من عدد من المناطق السكنية داخل العاصمة الخرطوم، تنفيذًا لتوجيهات صادرة من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي وجه بإخلاء المدينة من كافة التشكيلات المسلحة خلال أسبوعين.
ويأتي هذا القرار ضمن خطوات اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى منازلهم، بعد أشهر من الاشتباكات العنيفة التي حولت شوارع العاصمة إلى ساحات قتال، وأدت إلى موجات نزوح واسعة.
وبدأت فعليًا عمليات الانسحاب من مواقع رئيسية بينها القيادة العامة، سلاح المدرعات بالشجرة، سلاح الذخيرة بين الشجرة واللاماب، المظلات في بحري، وسلاح المهندسين بأم درمان. وتشير المعطيات إلى أن القوات تركز في انسحابها على المناطق ذات الكثافة السكانية، لتقليل أثر العمليات العسكرية على المدنيين.
وخلال الفترة الماضية، عانت العاصمة من انتشار كثيف للوحدات المسلحة داخل الأحياء والأسواق، ما أثّر سلبًا على حياة المدنيين، وفرض قيودًا على الحركة والخدمات.
وبينما رأت بعض الأوساط أن الخطوة تشكل بارقة أمل في طريق استعادة الاستقرار، حذّر آخرون من احتمال حدوث فراغ أمني قد تستغله الجماعات المسلحة أو عصابات النهب. وتطالب هذه الأصوات بوضع ترتيبات أمنية بديلة لضمان أمن الأحياء بعد انسحاب الجيش.
ويتوقع أن تتواصل عملية الإخلاء خلال الأيام المقبلة، في ظل متابعة شعبية وإعلامية لما ستؤول إليه الأوضاع، وسط تطلعات بأن تمهد هذه الخطوة الطريق لإعادة الخدمات وعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا إلى العاصمة المنكوبة.
