اخبار السودان

“في دهاليز الدولة العميقة.. الفريق مفضل ورمزية البقاء”

في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، يبرز اسم الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل كأحد أبرز القادة الوطنيين الذين نجحوا في إعادة التوازن لجهاز المخابرات العامة، بعد سنوات من الاضطراب والتخبط، خاصة في أعقاب سقوط النظام السابق.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الفريق مفضل تمكن من ترميم الثقة داخل الجهاز الأمني، ونجح في التصدي لمحاولات اختراق خطيرة، أبرزها ما يُعرف بـ”مشروع الأمن الداخلي”، الذي كانت تقوده أطراف من داخل حكومة قوى الحرية والتغيير، في مقدمتهم الناشط السياسي صلاح مناع.

وفي الوقت الذي كانت تُطرح فيه مقترحات لإعادة هيكلة الجهاز وفقًا لمصالح مراكز نفوذ جديدة، مضت المخابرات العامة تحت قيادة مفضل بهدوء لإفشال تلك المشاريع، مستفيدة من دعم واضح من مجلس السيادة وأجهزة الدولة.

ويُعرف الفريق مفضل في الأوساط الأمنية بلقب “رجل الملفات المعقدة”، إذ نجح في الحفاظ على استقلالية الجهاز رغم الضغوط المتعددة، وتولى إدارة عمليات أمنية خارجية حساسة، كان لها أثر مباشر في تحسين صورة السودان دوليًا ووقف نزيف المعلومات الاستراتيجية.

وفي المقابل، تفيد تسريبات إعلامية بوجود محاولات لإعادة شخصيات مثيرة للجدل إلى المشهد، أبرزها اللواء عبد الغفار الشريف، الذي يواجه رفضًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية، بسبب تاريخه المرتبط بانتهاكات جسيمة.

ويُنظر إلى التوقيت الذي يُثار فيه الحديث عن تغيير قيادة الجهاز، كمحاولة لإحداث خلخلة في توازن القوى داخل منظومة الحكم الانتقالي، خصوصًا مع تصاعد التوترات الأمنية والسياسية.

غير أن الفريق مفضل، الذي لم يعد يُنظر إليه كمجرد قائد أمني، بات يُمثل رمزًا لمقاومة محاولات اختراق مؤسسات الدولة، وهو ما يجعله في قلب معركة صامتة، بين من يسعون للحفاظ على الدولة، وآخرين يعملون على تفكيكها مجددًا.

رشان أوشي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى