اخبار السودان

ثلاثة سيناريوهات لوقف الحرب في السودان (…)

تشهد الأزمة السودانية حراكًا دبلوماسيًا متسارعًا خلف الكواليس، وسط مؤشرات على اقتراب بلورة مبادرة دولية تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، رغم التباين الواضح في مواقف الأطراف المحلية والإقليمية حول آليات الحل ومآلاته.

بورتسودان.. مركز الحراك الجديد

ووفق مصادر دبلوماسية تحدثت لـ”الجزيرة نت”، تحولت بورتسودان، العاصمة المؤقتة، خلال الأيام الماضية إلى مركز لحراك دبلوماسي هادئ وغير معلن، تضمن زيارات قصيرة لمبعوثين من دول إقليمية، أبرزها السعودية، واتصالات مع عواصم عربية وأفريقية وغربية، ضمن تمهيد لعقد مؤتمر دولي في واشنطن بشأن مستقبل السلام في السودان.

مبادرة أميركية على الطاولة

المصادر ذاتها كشفت عن مؤشرات أولية من واشنطن حول مبادرة جديدة تسعى لتقريب وجهات النظر بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في وقت برز فيه الاهتمام الأميركي المتزايد بالأزمة، خصوصًا منذ اجتماع نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو ومستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس مع سفراء السعودية ومصر والإمارات، لتفعيل “اللجنة الرباعية”.

وفي أول تصريح له بعد عودته إلى البيت الأبيض، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التزامه بدفع جهود السلام في السودان، مشددًا على أهمية استقرار البلاد كعنصر أساسي للأمن في شرق ووسط أفريقيا.

مواقف داخلية متباينة

على المستوى المحلي، أبدت القيادة في بورتسودان استعدادها المشروط للتفاعل مع المبادرة، طالما انسجمت مع خارطة الطريق التي قدمتها سابقًا للأمم المتحدة، والتي تنص على تشكيل حكومة مدنية وتعديل الوثيقة الدستورية.

وأكدت مصادر حكومية أن الخرطوم تنتظر تسلم المبادرة رسميًا، وقد بدأت بالفعل مشاورات إقليمية عبر مبعوثين إلى عواصم مؤثرة في الملف.

في المقابل، أوضحت قوات الدعم السريع أنها لم تتلقَ تواصلًا مباشرًا من واشنطن، لكنها على علم بالمبادرة، مؤكدة استعدادها للتجاوب مع أي مسعى جاد لوقف الحرب، مع اتهام الجيش بإفشال الجهود السابقة، ومضيها قدمًا في تشكيل حكومة محلية بالمناطق التي تسيطر عليها.

مشاورات أفريقية وتباينات إقليمية

وفي السياق، كشفت مصادر بالاتحاد الأفريقي عن مشاورات جارية مع شركاء مثل “إيغاد” لتوحيد الرؤى بشأن المبادرة الأميركية، لكنها أشارت إلى أن الخطة لم تكتمل بعد. فيما لفتت مصادر أخرى إلى وجود خلافات بين عواصم إقليمية حول الأطراف المدنية المشاركة في المفاوضات، ما يهدد بتعطيل التقدم نحو الحل.

ثلاث مسارات وسيناريوهات متباينة

مصادر أفريقية كشفت عن بلورة مقاربة أولية تعتمد على ثلاثة مسارات متوازية:

1. سياسي: يقود إلى مفاوضات شاملة تضمن انتقالًا مدنيًا.

2. أمني: يشمل الترتيبات العسكرية ووقف إطلاق النار.

3. اقتصادي: يتضمن إعادة الإعمار وإنقاذ الاقتصاد المنهار.

وتبقى السيناريوهات مفتوحة بين انفراج مشروط، أو استمرار الاستنزاف العسكري، أو تدويل شامل للأزمة، وفقًا لمواقف اللاعبين الأساسيين داخليًا وخارجيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى