أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتصريحاته المفاجئة حول سد النهضة الإثيوبي، واصفاً إياه بـ”العائق” أمام تدفق مياه النيل إلى مصر، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع الأمين العام لحلف الناتو. ترامب أعرب عن استغرابه من عدم حل الأزمة مسبقاً، قائلاً: “النيل هو حياة مصر، ولا أعلم لماذا لم تُحل المشكلة قبل بناء السد”.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سارع إلى الترحيب بتصريحات ترامب، واعتبرها دليلاً على جدية الإدارة الأمريكية في إنهاء النزاع. وكتب في تدوينة رسمية أن مصر تدعم “رؤية ترامب في إرساء السلام والاستقرار”.
في المقابل، قللت أديس أبابا من أهمية التصريحات. ونفى مسؤولون إثيوبيون مزاعم التمويل الأمريكي، مؤكدين أن “السد بُني بتمويل شعبي داخلي”، فيما اعتبر المحلل الإثيوبي عبد الشكور عبدالصمد أن ترامب “يسعى لاستثمار الملف سياسياً”، مؤكداً أن “إثيوبيا لن تقدم تنازلات”.
أما في القاهرة، فقد أشار الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية، إلى أن الأزمة “خفّت حدتها بعد اكتمال الملء”، لكنه رحب بأي “تحركات جادة” قد تفضي إلى اتفاق.
يأتي هذا التصعيد الكلامي قبل أسابيع من افتتاح السد في سبتمبر، وسط مخاوف من تصاعد التوترات في حال غياب اتفاق ملزم. وبينما تصر مصر على ضرورة الوثيقة القانونية، تؤكد إثيوبيا أن مشروعها “فرصة للتعاون وليس تهديداً”.
فهل تعني تصريحات ترامب بداية حلحلة للأزمة، أم أنها مجرد جولة جديدة من الضغوط والتصريحات؟
