في ظل التدهور الأمني والإنساني الذي تشهده ولاية غرب كردفان، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، صباح اليوم الإثنين، بوالي الولاية اللواء مهندس محمد آدم جابد، وذلك بمكتبه في مدينة بورتسودان، لمناقشة تطورات الأوضاع على الأرض عقب الهجمات التي نفذتها مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأوضح والي غرب كردفان في تصريح صحفي أن اللقاء جاء في توقيت حرج، حيث تمر الولاية بظروف مأساوية نتيجة ما وصفه بـ”حرب عبثية” شنتها مليشيات خارجة عن القانون استهدفت مؤسسات الدولة ومشاريع البنية التحتية، وتسببت في نزوح الآلاف وتوقف الخدمات الأساسية.
وأشار الوالي إلى أن الهجمات لم تميز بين المدنيين والعسكريين، وأدت إلى انهيار جزئي في قطاع الخدمات، وتفكك في النسيج الاجتماعي، وسط نقص حاد في المواد الأساسية وموجة نزوح داخلي وخارجي.
وأكد أن الاجتماع مع البرهان ناقش سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة، وتنسيق الدعم مع المنظمات الإغاثية لتوفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب الأوضاع الأمنية.
وأشاد الوالي بمبادرات رئيس مجلس السيادة، لاسيما توجيه الدعم العاجل للمتأثرين، والتي ساهمت في إنقاذ أرواح وتوفير مساعدات حيوية، مشيرًا إلى استعداد حكومة الولاية الكامل للتعاون مع القوات المسلحة والأجهزة النظامية لتأمين المناطق وتسهيل إيصال المساعدات.
كما نوّه بالدور البارز الذي تلعبه الإدارة الأهلية والمجتمع المدني في تخفيف حدة الأزمة، داعياً إلى مزيد من العمل المشترك لإعادة الخدمات الأساسية وتشجيع أبناء الولاية في المهجر على المساهمة في مرحلة الإعمار.
واختتم جابد تصريحاته بالتأكيد على أن أولويات المرحلة المقبلة تشمل بسط الأمن، وترتيب عودة النازحين، وتحقيق المصالحات المجتمعية، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، في ظل آمال متزايدة من المواطنين بأن تُترجم هذه الجهود إلى واقع ملموس يُعيد الحياة إلى طبيعتها فيغرب كردفان.
