تشهد أسعار العملات الأجنبية في السوق الموازي بالسودان ارتفاعًا متسارعًا، وسط حالة من القلق المتزايد في الأوساط الاقتصادية، في ظل استمرار تراجع الثقة في النظام المصرفي الرسمي وتزايد الاعتماد على السوق غير الرسمي لتلبية احتياجات النقد الأجنبي.
ووفقًا لآخر التحديثات الصادرة اليوم السبت 12 يوليو 2025، سجل سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الموازي نحو 2832 جنيهًا سودانيًا، بينما بلغ سعر اليورو قرابة 3331 جنيهًا، والجنيه الإسترليني نحو 3827 جنيهًا، وهي مستويات غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
في المقابل، ظلت الأسعار الرسمية المعتمدة من بنك السودان المركزي أقل بكثير، حيث بلغ متوسط سعر الدولار حوالي 2140 إلى 2156 جنيهًا، ما يعكس فجوة سعرية تتجاوز 650 جنيهًا بين السوقين.
ويأتي هذا الانهيار المستمر للجنيه في ظل تداعيات الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، والتي أثرت بشكل مباشر على النشاط الاقتصادي، وأدت إلى اضطراب كبير في أسواق المال والنقد الأجنبي، فضلاً عن انكماش الإنتاج وتراجع تحويلات المغتربين عبر القنوات الرسمية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الاتجاه سيفاقم الأزمة المعيشية، ويؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للمواطنين، إضافة إلى تقويض جهود استقرار السياسات النقدية والمالية في البلاد.
كما توقعت تقارير اقتصادية محلية أن يتجاوز الدولار خلال الأيام القادمة حاجز الـ3000 جنيه، مما ينذر بمزيد من التدهور في الوضع الاقتصادي ما لم يتم اتخاذ إجراءات جادة لكبح جماح السوق الموازي وضبط حركة النقد الأجنبي.
