رغم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب في السودان، والتي طالت أكثر من 600 مصنع بالعاصمة الخرطوم ونحو 193 مصنعًا في أم درمان، بدأت بعض الاستثمارات الصناعية في شق طريقها نحو التعافي والإنتاج، وسط تحديات أمنية واقتصادية جسيمة.
وفي هذا السياق، كشف يوسف محمد إبراهيم، مدير مصنع “حلول للمباني الجاهزة”، وهو استثمار صيني مملوك لشركة أدونيس للهندسة المحدودة، أن المصنع بدأ الإنتاج الفعلي عقب عطلة عيد الأضحى المبارك، عبر فريق فني متخصص من دولة الصين، وقد تمكّن من تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية في مجال البنى التحتية.
من جانبه، أوضح جمال محمد زين، مدير مصنع “مكيفات نسمة”، أن المصنع دخل مرحلة الإنتاج منذ يناير الماضي، وبلغت نسبة التشغيل ما بين 70% و80% من الطاقة القصوى. وأضاف أن منتجات “نسمة” تشمل المكيفات المتحركة والثابتة بسعة 50 واي، إلى جانب مكيف اقتصادي بسعة 40 واي، مشيرًا إلى وجود خطط طموحة لتوسيع خطوط الإنتاج لتشمل الغسالات والثلاجات في المستقبل القريب.
وتأتي هذه الخطوات في وقت يقدّر فيه خبراء اقتصاد خسائر القطاع الصناعي السوداني جراء الحرب بأكثر من 10 مليارات دولار، نتيجة لهروب رؤوس الأموال وانهيار قيمة الجنيه السوداني، إلى جانب غياب الاستقرار الأمني والسياسي.
ورغم هذه التحديات، فإن بزوغ نماذج إنتاجية جديدة مثل “حلول” و”نسمة” يشير إلى إرادة قوية لإعادة بناء ما تهدّم، واستعادة عجلة الصناعة الوطنية، ولو تدريجيًا، وسط ركام الحرب.
