
في تطور لافت يعكس الاهتمام المتزايد بتجارب الانتقال السياسي السلمي حول العالم، كشف مبارك أردول، القيادي البارز بالكتلة الديمقراطية، عن لقائه النادر مع أحد أبرز الفاعلين في مسار التسوية السياسية بجنوب أفريقيا، خلال مشاركته في لقاءات غير رسمية عقدت بمدينة “قشتاد” السويسرية.
وقال أردول في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، إنه التقى الوزير الأسبق للدفاع في جنوب أفريقيا، راولف ميار، الذي كان أحد كبار مفاوضي حزب ديكلارك الوطني، الطرف الرئيسي في إنهاء نظام الفصل العنصري في تسعينيات القرن الماضي.
وأشار أردول إلى أن اللقاء حمل طابعًا استثنائيًا، حيث استعرض ميار تجربته الشخصية في اتخاذ قرارات حاسمة مهدت الطريق للتسوية السياسية التاريخية في بلاده، معتبرًا اللقاء مصدر إلهام لما احتواه من دروس سياسية عميقة وتجربة نادرة في الانتقال السلمي للسلطة.
وأضاف أردول أن اهتمامه بتجربة جنوب أفريقيا يعود إلى زيارته لمدينة جوهانسبرغ عام 2014، حيث ظل يتابع خطابات ومواقف قادة حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي هناك، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها أحد رموز الحزب الوطني، الخصم السياسي في الصراع آنذاك.
ويأتي هذا اللقاء في ظل تعقيدات المشهد السوداني الراهن، وسط دعوات متزايدة للعودة إلى مسار السلام، مما يجعل من التجارب الدولية المقارنة مرجعًا مهمًا يمكن أن تستفيد منه النخب السياسية في السودان وهي تبحث عن حلول لأزمة البلاد المستفحلة.