
شهدت منطقة البركل بوحدة كريمة الإدارية في شمال السودان حريقًا هائلًا أتى على أكثر من 1000 نخلة، وسط تحذيرات من تفاقم ظاهرة حرائق النخيل بالمنطقة دون معرفة الأسباب الحقيقية حتى الآن.
ووقف على موقع الحريق عدد من المسؤولين بينهم لجنة أمن محلية مروي ومدير وحدة كريمة ومدير الدفاع المدني، فيما عجزت عربات الإطفاء عن الوصول لموقع الحريق لعدم وجود مسارات داخلية، ما اضطر الأهالي إلى استخدام طلمبات صغيرة ووسائل بدائية بمشاركة شبابية واسعة للحد من انتشار النيران.
🔎 أسباب الظاهرة: عوامل طبيعية أم إهمال بشري؟
أكد المدير التنفيذي لجمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية، عماد إدريس فضل المولى، أن الإهمال الزراعي في نظافة البساتين وتراكم نوى البلح الجافة والجريد الميت، إلى جانب درجات الحرارة العالية والرياح، جميعها تلعب دورًا رئيسيًا في اشتعال النيران. واستبعد إدريس ما يردده بعض السكان حول “تفسيرات غيبية” مثل الجن، معتبرًا أن هذه مجرد تأويلات شعبية لا تستند إلى أساس علمي.
أما الخبير الزراعي والأستاذ السابق في منظمة FAO، د. داؤود حسين داؤود، فقد أرجع تفشي الظاهرة إلى خليط من العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية، داعيًا إلى تدخل تشريعي حاسم.
🧯 حلول ومعالجات مقترحة: من الوقاية إلى إعادة التخطيط
دعا داؤود إلى:
تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بحماية المزروعات.
إجراء نظافة دورية ومنظمة للبساتين.
إعادة تنظيم زراعة النخيل بطريقة علمية تشمل إزالة الأشجار القديمة، وزراعة سلالات محسّنة بمسافات فاصلة تسهّل دخول سيارات الإطفاء.
إنشاء مجمّع وراثي لأنواع النخيل الواعدة.
⚠️ تحذير من تفشي الظاهرة
وتكررت حوادث مشابهة في مناطق متفرقة من شمال السودان، مما يعكس حالة طوارئ زراعية وبيئية تستوجب تحركًا عاجلًا من الجهات الحكومية وأصحاب المزارع، قبل أن تتحول الحرائق إلى كارثة موسمية دائمة تهدد النخيل الذي يمثل موروثًا اقتصاديًا
وثقافيًا مهمًا للمنطقة.