” تحالف تأسيس ” يعلن هيئته القيادية وسط تحذيرات وجدل واسع (..)

“تحالف تأسيس” يعلن هيئته القيادية وسط جدل واسع وتحذيرات من تشكيل حكومة موازية
في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، أعلن “تحالف السودان التأسيسي” المعروف اختصارًا بـ”تأسيس”، تشكيل هيئته القيادية خلال مؤتمر صحفي، رجّحت مصادر أنه عُقد خارج السودان رغم الإعلان عن انعقاده بمدينة نيالا بجنوب دارفور.
وجاء الإعلان بعد أكثر من أربعة أشهر من المشاورات التي أعقبت توقيع الميثاق التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي. وضمّت الهيئة القيادية 31 عضوًا، على رأسهم محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئيسًا، وعبد العزيز الحلو نائبًا له، مع تعيين علاء الدين نقد ناطقًا رسميًا، ومكين تيراب ممثلًا عن حزب الأمة القومي.
ويعتبر مراقبون هذه الخطوة تمهيدًا محتملاً لإعلان حكومة موازية، في تحدٍ واضح للحكومة الانتقالية برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
دعوات لدولة علمانية وجيش بديل
وأكد المتحدث الرسمي باسم التحالف، علاء الدين نقد، خلال المؤتمر، التزام التحالف برؤية “سودان علماني ديمقراطي فيدرالي موحّد طوعًا”، مستندًا إلى ما وصفه بـ”إنهاء هيمنة دولة 56 على مفاصل السلطة”. وأشار إلى أن الجيش الوطني الجديد سيتشكل من قوات الدعم السريع، الحركة الشعبية، وبقية الفصائل المسلحة، في مقابل ما وصفه بـ”جيش الإسلاميين”.
غير أن المتحدث لم يوضح الآلية العملية لتنفيذ هذه الرؤية، مما أثار تساؤلات حول جدية المشروع ومآلاته.
مشاركة قيادات من “صمود” وتحفظات داخلية
وضمت الهيئة شخصيات بارزة من تحالف “الحرية والتغيير – صمود”، من بينهم محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السابق، ووزير العدل الأسبق نصر الدين عبد الباري. وكشفت مصادر مطلعة عن وجود سبعة قياديين آخرين من “صمود” داخل الهيئة، غير أنهم فضلوا العمل بعيدًا عن الأضواء، رافضين إعلان أسمائهم حاليًا.
ردود فعل متباينة واستفزازات عبر وسائل التواصل
أثار المؤتمر وما تبعه من احتفالات ظهرت في مقاطع مصوّرة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون “استفزازًا لمشاعر السودانيين” الذين يعانون من ويلات النزوح واللجوء، جراء الانتهاكات المتكررة المنسوبة لقوات الدعم السريع.
وفي المقابل، شهدت المنصات حملات مؤيدة للجيش السوداني، أشادت بقدرته على “إفشال محاولات التآمر وتجاوز المخاطر الداخلية والخارجية”، بحسب التعليقات المتداولة.
قراءة تحليلية: محاولة لشرعنة الدعم السريع
ويرى أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية، د. خالد الطريفي، أن الإعلان يأتي بالتزامن مع حراك دولي لإعادة إطلاق مفاوضات السلام في السودان، مؤكدًا أن “تأسيس” يسعى لإيجاد موطئ قدم في الترتيبات السياسية لما بعد الحرب.
وأضاف أن التحالف “وحد الأصوات المدنية والسياسية المعارضة للجيش تحت مظلة واحدة”، لكنه شدد على أن سجل الدعم السريع الحافل بالانتهاكات، سيحول دون قبوله شعبيًا أو دوليًا في أي تسوية قادمة.